وقد لوحظ هذا السلوك في نملة النجار الفلوريدية، Camponotus floridanus، وهي نوع بني محمر يبلغ طوله أكثر من نصف بوصة (1.5 سم) ويسكن أجزاء من جنوب شرق الولايات المتحدة.
وقد لاحظ الباحثون أن هذه النمل تعالج الأطراف المصابة لرفاقها إما بتنظيف الجرح باستخدام أجزاء الفم أو ببترها عن طريق عض الطرف المصاب.
يعتمد اختيار نوع الرعاية على مكان الإصابة. فعندما تكون الإصابة الشديدة في الجزء العلوي من الساق، يتم إجراء البتر دائمًا، وعندما تكون الإصابة في الجزء السفلي، يتم علاج الساق دائمًا.
“أنا مقتنع أنه يمكننا القول بأمان أن النظام الطبي للنمل لرعاية المصابين هو الأكثر تطوراً في مملكة الحيوان، ولا ينافسه إلا نظامنا”، كما قال أحد علماء الحشرات.
هذا النوع من النمل يصنع منزله في الخشب المتعفن ويدافع بشراسة عن منزله ضد مستعمرات النمل المنافسة.
قام الباحثون بدراسة الإصابات في الجزء العلوي من الساق، أو الفخذ، والجزء السفلي من الساق.
في كلتا الحالتين، تقوم النمل أولاً بتنظيف الجرح، وربما تقوم بوضع إفرازات من الغدد الموجودة في فمها عليه، كما تقوم بامتصاص الدم الليمفاوي المصاب والملوث.
وتستغرق عملية البتر نفسها 40 دقيقة على الأقل، وفي بعض الأحيان أكثر من ثلاث ساعات، مع العض المستمر للكتف.
وفي حالات البتر بعد إصابات في الجزء العلوي من الساق، تراوحت نسبة البقاء على قيد الحياة المسجلة بين 90 و95 في المائة، مقارنة بنحو 40 في المائة للإصابات التي لم تخضع للعلاج. (سكاي نيوز عربية)