ولم يرغب الكاردينال بارولين في إفراد فريق في اجتماعاته على حساب فريق آخر، ولم يرغب في دعم أي نهج على حساب فريق آخر، لكنه تساءل عن كيفية التوصل إلى الحل، وإمكانية التوصل إلى حل. تفاهم داخلي، وحمل كلامه تحذيرات كثيرة من بقاء البلد بلا رأس وانهيار المؤسسات.
ولم يطلق كاردينال الفاتيكان أي وعود فورية بالحل، كما لم يكشف عن مبادرة يعمل عليها بعد عودته إلى الفاتيكان لإبلاغ قداسة البابا فرنسيس بنتائج زيارته. أولاً، لا بد من رسم خارطة طريق لأي مسعى والتأكد من إمكانية نجاحه حيث فشل الآخرون، فيما يبقى ملف الجنوب في مقدمة الاهتمامات، مع رفض الفاتيكان لأي سفك دماء أو حرب مدمرة.
هناك سيناريوهان بشأن تأثيرات الزيارة، بحسب ما أكدته مصادر سياسية تابعت هذه الزيارة لـ”لبنان 24″، إما أن يتم تهيئة أرضية مناسبة لمبادرة فاتيكانية خاصة بالزعماء الموارنة في ظل عدم التفاهم بينهم من دون تحديد موعد، والأرجح إذا كانت الدعوة من هذا النوع قد لا يتم رفضها، فيما السيناريو الثاني هو الاستمرار في دعم أي حلول من شأنها إخراج لبنان من أزمته، ولذلك لا بد من الانتظار بعض الوقت، علماً أن الرجل الثاني في الفاتيكان كرر أهمية الرهان على النقاط المشتركة بين كل المكونات اللبنانية، وأنه أبلغ من البطريرك الماروني بشارة الراعي تحذيراته المتكررة من الشغور وحثه الأطراف على انتخاب الرئيس وأنه يتحدث عن ذلك في كل مناسبة.
وتعرب المصادر ذاتها عن اعتقادها بأن أحزاب المعارضة المسيحية لم تتراجع عن مطلبها بعقد جلسة انتخابية دستورية، وهذا ما تلقاه منهم الكاردينال بارولين الذي نقل رسالة تدعو إلى أهمية الحفاظ على الطابع اللبناني المتمثل في العيش المشترك والعيش المشترك. وعدم الإضرار به تحت أي ظرف من الظروف. وتؤكد المصادر أنه لم يذكر أي موضوع خلافي، لأن هدف الزيارة هو أولاً وقبل كل شيء مساعدة لبنان على تجاوز مشاكله.
ولا تستبعد المصادر احتمال سلسلة اتصالات يقودها الفاتيكان في مرحلة لاحقة في سياق الرسالة الدائمة المتعلقة بالحفاظ على لبنان. أما حيادها عن الصراعات فهذا أمر مفروغ منه.
ولا توجد أهداف سياسية وراء زيارة مسؤول الفاتيكان، لكن لا شك أن نطاق لقاءاته يشير إلى أن هناك بعض التحرك في المستقبل القريب للبلاد.