Site icon عرب اورج

الجدل مستمر حول خطاب نصر الله.. لماذا هدد قبرص بهذه الطريقة؟! | عرب اورج

أثار الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، ليس لأنه تضمن رسائل «ردع» للعدو الإسرائيلي، ما أكد له جاهزية المقاومة لمواجهة أي مغامرة يقوم بها. يمكن القيام بها دون أي ضوابط أو قيود. أسقف، لكن في الجزء المتعلق بالتحذير الذي وجهه لدولة قبرص من فتح مطاراتها أمام إسرائيل في حال شن حرب على لبنان، اعتبر أن قيامها بذلك “يعني أنها أصبحت جزءاً من الحرب. “

إعلان










وفي وقت أحدث الأمر «بلبلة» في الداخل، وهو ما ظهر في شائعات انتشرت سريعاً حول إغلاق السفارة القبرصية أبوابها، وهو ما سارع المعنيون إلى نفيه، مع التأكيد على متانة العلاقات اللبنانية القبرصية، كان لافتاً وأن الردود القبرصية الرسمية جاءت سواء من الرئيس أو الحكومة”. هادئون، إن جاز التعبير، ومتفقون على فكرة أن قبرص لا تشارك بأي شكل من الأشكال في الصراعات الحربية، وأنها تعتبر نفسها «جزءاً من الحل»، وليس «جزءاً من المشكلة».

في المقابل، كانت ردود معارضي حزب الله ومعارضيه في الداخل مرتفعة للغاية، حيث تنوعت الاتهامات التي وجهوها للسيد نصر الله بين تعريض علاقات لبنان مع دولة يفترض أنها صديقة، ومصادرة دور الرئاسة والحكومة. بل كان هناك من ذهب إلى حد اعتباره عملية احتيال. نفسه «رئيساً غير منتخب»، من دون أن يحجب كل ذلك السؤال الأكبر: ما الذي يدفع الحزب، من خلال شخص نصرالله، إلى رفع السقف وتهديد قبرص بهذا الشكل؟

التوتر “غير المعلن”.

ويقول العارفون إن تهديد السيد نصرالله لدولة قبرص لم يأت من العدم، ولا يعكس مجرد «مخاوف» قد تكون لدى الحزب في مكان ما، في ظل تصاعد سيناريوهات واحتمالات الحرب الشاملة. بل إنه يشكل، في مكان ما، ذروة «التوتر غير المعلن». “ومنذ سنوات طويلة بين الجانبين، يشعر الحزب بالقلق إزاء العلاقات “القوية” بين قبرص وإسرائيل، والتي قد تصل إلى حد “التماهى” بحسب وصف بعض أنصار الحزب.

ويشيرون إلى نقاط كثيرة في سجل العلاقة القبرصية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، تفرض «الحذر» على «حزب الله» في الاقتراب من أي احتمال لتورط قبرص نيابة عن إسرائيل في أي حرب قد تندلع، علماً أن ما حدث في ويعتبرون مسألة ترسيم الحدود سبباً لتخوف الحزب، بعد اتهام قناة الجزيرة بتجاوز لبنان والذهاب إلى ترسيم “ثنائي” مع إسرائيل، وهو ما خلق مشكلة حدودية حينها.

لكن هناك من يتحدث عن أسباب «أكثر مباشرة» لهجوم السيد نصر الله على قبرص، تتمثل في ما يقال عن تنسيق إسرائيلي قبرصي رفيع المستوى في الفترة الأخيرة، حتى في ما يتعلق بـ«محاكاة» الحرب على لبنان. وسط معلومات عن تدريبات مشتركة بين سلاح الجو الإسرائيلي ونظيره القبرصي، فضلا عن مناورات عسكرية للجيش الإسرائيلي على الأراضي القبرصية، دون نسيان المصالح الاقتصادية المباشرة بين الجانبين.

هل أخطأ الحزب؟

لكل هذه الأسباب، يرى أنصار حزب الله أن ما قاله السيد نصر الله في كلمته جاء في سياقه، في ظل «قرع طبول الحرب» التي تشهدها المنطقة، ولذلك أراد تحذير قبرص من مغبة الانخراط. في هذه الحرب إلى جانب إسرائيل. ويشيرون إلى أن الموضوع لم يكن يستحق كل هذه الضجة التي أثيرت حوله، باعتبار أن التحذير هو في نهاية المطاف جزء من «الحرب النفسية» ضد العدو، وقبرص غير معنية به إذا وقفت على الحياد فعلا.

لكن هذا الكلام لا يجد صدى لدى معارضي حزب الله، الذين يعتبرون أن التهديد الذي أصدره الأمين العام لحزب الله تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء، خاصة أن هناك علاقات قائمة بين لبنان وقبرص. لذلك، لو أراد السيد نصرالله التعبير عن المخاوف، كان الأجدر به أن يوجهها عبر الحكومة، وعبر القنوات الدبلوماسية والرسمية، وليس بهذه الطريقة وبلهجة عالية، وبخطاب يمكن وصفه. باعتبارها “حربية” على أكثر من صعيد.

أبعد من ذلك، يقولون إن المشكلة ليست في أن حزب الله الذي فتح الجبهة اللبنانية من تلقاء نفسه في 8 تشرين الأول/أكتوبر، لا يتردد في فتح جبهة ثانية ضد دولة أخرى لا تربطه بها “عداء”، بل في الرجل الذي سبق… أن «صدر» قرار الحرب والسلام من جميع اللبنانيين، بحسب وصفهم، هو تنصيب نفسه بشكل أو بآخر «الحاكم الأعلى»، بل ممارسة للدور الذي يمارسه رئيس الجمهورية ، الذي لم يتم انتخابه، وعلنا.

وهناك من يرى أن تصعيد الحرب، والسيناريوهات المتداولة، هي التي دفعت السيد نصرالله إلى رفع السقف ومخاطبة قبرص مباشرة، تجنباً لتقديم «يد العون» لإسرائيل في حال وقوع مواجهة كبيرة. . لكن هناك من يرى أنه كان من الممكن إيصال الرسالة بطريقة أخرى، ودون الارتباك الذي أحدثته، رغم أن هناك من يرى أن كلام الرجل، حتى لو كان عالي النبرة، ينقل الرسالة بطريقة “أقوى”. طريقة أفضل من المراسلات الدبلوماسية رغم أهميتها.

Exit mobile version