هناك أهمية سياسية لعودة السعودية إلى لبنان بعد انقطاع دام ثماني سنوات، وهنا تبرز أمران:
أولاً، اختارت المملكة استخدام مساعداتها المالية في مشاريع تشرف عليها الهيئة العليا للإغاثة، وكان هناك إصرار على المرور عبر الدولة اللبنانية وحرص على التعاون مع الحكومة… وبالتالي فإن اختيار المملكة افتتاح حفل مذكرة التعاون في السراي الكبير برعاية ميقاتي يعني أن «تغييراً جذرياً» يطرأ على مركز القرار السعودي تجاه لبنان الرسمي، تزامناً مع العودة إلى سوريا والتفاهم مع إيران، بحسب مصادر مطلعة.
ثانياً: كان بإمكان الرياض أن تقتصر على دعم معراب من خلال دعم مشاريع في البلدات التي تتمتع بنفوذ فيها، إلا أن قائمة المشاريع التنموية التي عرضت على الشاشة، الممتدة من الشمال إلى الجنوب، تشير إلى أن مركز الملك سلمان اختار دعم المشاريع التي تعود بالنفع على كل الأطراف السياسية. وكان لافتاً أن المشاريع التي تقدم بها نواب سنة في الشمال والبقاع وبيروت حظيت باهتمام خاص، وكان الأبرز هو الدعم الذي خصصه السعوديون لمركز طبي في بلدة عين الزيت (عكار)، وهي بلدة علوية بحتة.
وفي المجمل بلغ عدد المشاريع التي تحدث عنها البخاري 28 مشروعاً.
وكان النصيب الأكبر من الدعم من نصيب عكار وطرابلس والمنية والضنية، وأبرزها: صيانة بركة تجميع المياه في خراج بلدة بقاعصفرين لتوفير المياه لمزارعي المنطقة منعاً لإراقة الدماء بين أعالي بشري والضنية حيث قتل في السابق أشخاص بسبب خلاف على المياه؛ بناء مبنى لبلدية المنية؛ تأهيل وصيانة مستودع ودرج كلية الآداب في طرابلس وترميم مركز الأرشيف المتضرر منذ الحرب الأهلية؛ تأهيل بعض المهن في عكار. وفي البقاع تضمنت القائمة إنشاء قناة ترابية لتصريف مياه الأمطار في مجدل عنجر ومدرسة خاصة لعشائر الفاعور. وفي الجنوب اقتصرت المشاريع الأربعة على مدينة صيدا: تزويد محطات ضخ المياه بالكهرباء، وتركيب أجهزة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية على طرقات صيدا، وتحديث معدات المعلوماتية في مدارس المقاصد، وتنفيذ أعمال صيانة في المعهد الفني في صيدا. وحصلت بيروت على حصة كبيرة من المشاريع من خلال دعم مؤسسات تابعة للطائفة السنية، مثل مدارس التدريب المهني في الطريق الجديدة، وجامعة المقاصد، ودار الأيتام، وتجهيز عيادتي دار الفتوى بالمعدات الطبية. وينطبق الأمر نفسه على الشوف، حيث تركز الدعم على مشاريع تابعة للنائب السابق وليد جنبلاط، مثل تجهيز مدارس العرفان بألواح تفاعلية، وشراء معدات طبية لمستشفى عين وزين، وتجديد معهد شحيم التقني. وكانت الحصة المنخفضة للمناطق المسيحية، حيث اقتصر الدعم على 3 مشاريع: تأهيل وإعادة فتح طريق بشري-الأرز، واستكمال طريق عين علق-بيت مسك في المتن الشمالي، وتوفير الطاقة الشمسية لعيادات دير مار يوحنا الطبية في بلدة الخنشارة في المتن الشمالي.
ومن الواضح من آلية توزيع المشاريع ونوعها أن السعودية تدخل لبنان مجدداً على طريقة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID.
السعودية تعود إلى لبنان بمشاريع تنموية | عرب اورج
كتبت رولا ابراهيم في “النهار”: ما عجزت كل المبادرات والجهود الداخلية عن تحقيقه بجمع ممثلين عن كل الأحزاب والطوائف تحت سقف واحد، استطاع السفير السعودي وليد البخاري تحقيقه أول من أمس عبر بطاقة دعوة لحضور حفل توقيع مذكرة التعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهيئة العليا للإغاثة التابعة لمكتب رئيس الوزراء في القصر الحكومي.