وذكرت «الأخبار» أن «هدف زيارة بارولين يتعلق أساساً بالملف الرئاسي والخلاف المسيحي – المسيحي الذي أدى إلى غياب المسيحيين عن المشهد في لبنان». ودعا في المقام الأول إلى «الحوار بين المكونات المسيحية». كما دعاهم إلى «الحوار مع كل الأطراف الأخرى في البلاد، وتحديداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم اتخاذ مواقف مدمرة لمستقبل المسيحيين، خصوصاً أن الخطر كبير في ظل ما يجري في المنطقة». ورأى بارولين أن «المسيحيين لا يقدرون حجم الخطر ولا يجب أن يستبعدوا أنفسهم وينعزلوا عن الآخرين».
وقبل مغادرته بيروت، التقى الكاردينال بارولين عدداً من الشخصيات السياسية في السفارة البابوية، ومنهم جبران باسيل، سليمان فرنجية، ميشال معوض، سامي الجميل، فؤاد السنيورة وفارس سعيد.
وأعلن الجميل أنه بحث مع المبعوث البابوي عدداً من الملفات، أبرزها موضوع الشغور الرئاسي وحرب الجنوب وتأثيرها على لبنان.
وأوضح الجميل وجهة نظر الحزب في الوضع الراهن، مؤكداً حرص الكتائب على انتخاب رئيس قادر على التواصل مع كافة المكونات. كما عرض واقع الخلل الذي يحدث على مستوى كافة المؤسسات الدستورية نتيجة تعنت “حزب الله” وفريقه وهيمنتهم على القرارات الكبرى في لبنان.
كما التقى بارولين الرئيس فؤاد السنيورة الذي يرأس وفداً من لجنة متابعة تنفيذ إعلانات الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية. وذكر مكتب السنيورة أنه “خلال اللقاء قدم للمبعوث البابوي مذكرة تشرح رؤية الوفد لجوهر المشكلة الراهنة في لبنان وسبل معالجتها. وأكد المبعوث البابوي للوفد تمسك الفاتيكان والحبر الأعظم بدور لبنان التبشيري وكونه بلد التسامح والعيش المشترك، وأهمية المثابرة في دعم لبنان حتى يستمر في أداء رسالته تجاه أبنائه ومحيطه والعالم”.
وقال المصدر، وهو من «فرسان فرسان مالطا السيادية» في لبنان، إن «المحيطين ببارولين استغربوا كلام البطريرك الراعي في خطبته الأحد الماضي، وتوقيت هذا الكلام الذي سبق وصول بارولين». في بيروت بالساعات، معتبرا أن الراعي ألقى بقصد أو بغير قصد مشكلة أمام زائر الفاتيكان الرفيع المستوى.
وأضاف: “كلام البطريرك لم يتم الاتفاق عليه في وثيقة بكركي التي شهدت لقاءات عديدة خلال الأشهر الـ 4 الماضية، ولم تسفر عن التوصل إلى صيغة نهائية لها، لأن عدة أطراف رفضت إدراج بند من شأنه تأجيج الأمور”. مع الطرف الآخر. يُشار إلى أن «تيار المردة» لم يشارك في اجتماعات بكركي، فيما حضر رئيسه المرشح الرئاسي سليمان فرنجية اللقاء والغداء الذي دعا إليه البطريرك الراعي، وقضى معظم الوقت يتحدث إلى النواب. رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والأخير لا يؤيد الطروحات الرفيعة المستوى. ضد الشريك الآخر في الوطن.
ورأى المصدر أن بارولين اكتفى بزيارة تفقدية لنشاطات المنظمة الإنسانية والاجتماعية والخيرية، واختتمها بتفقد أحد مراكز المنظمة في ضاحية عين الرمانة ظهر الأربعاء، مشيراً إلى أنه التقى العديد من الشخصيات السياسية بعيداً عن الإعلام.
وتابع: “اللقاء الوحيد لبارولين مع البطريرك الراعي كان الثلاثاء الماضي في بكركي، وهو اعتبر نفسه ضيفاً غير داخل في الحسابات بين سيد بكركي ومكون أساسي من مكونات البلاد، الذي انتقده الراعي بشدة قبل يومين”.
وختم المصدر بالقول: لا أزمة بين الفاتيكان و«الثنائي الشيعي»، مشيراً إلى أن الكرسي الرسولي لم يعتبر نفسه معنياً بمقاطعة الخطيب، وبالتالي فإن الزعيم وليد جنبلاط لا يشارك ما كتبه على منصة «إكس» من أن المقاطعة تستهدف موقف البابا فرنسيس.