ويرى مراقبون أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أخطأ في تهديد قبرص عندما قال إن “الحزب قد يعتبرها جزءا من الحرب إذا استمر في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية، أو شن هجوم على قبرص”. لبنان”، وأنه كان بإمكان الحزب أن يترك هذا الأمر. للمعاملة الدبلوماسية عبر القنوات الرسمية. لكن مراقبين يرون أن رسالة السيد نصر الله ليست عسكرية على الإطلاق، بل سياسية ودبلوماسية، وتتجاوز قبرص التي هي جزء من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ووجه حزب الله، في الأيام الأخيرة، رسائل ردع إلى إسرائيل، التي هددت بتوسيع نطاق الحرب على الجبهة الشمالية بعد انتهاء عمليتها في رفح، والتي تمثلت بهجوم الطائرات بدون طيار على مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، عبر طائرات بدون طيار. الفيديو الهدهد، وأخيرا إلى التهديد لقبرص، التي رفضت اتهامات السيد نصرالله، مؤكدا أنها لن تمنح أي دولة الإذن للقيام بعمليات عسكرية.
فبينما يُظهر حزب الله قدرته على الردع، فهو في الوقت نفسه لا يريد الحرب ولا يسعى إليها، وهو ملتزم بالمعادلة التي تربط غزة بلبنان. وهناك قناعة عبرت عنها مصادر أميركية لـ”لبنان 24” بأن إسرائيل لن تلجأ إلى شن حرب واسعة النطاق مع لبنان، وأن مرحلة الحسم أما بالنسبة لموعد 24 تموز فإن الوضع العسكري والأمني في جنوب لبنان سيكون سيتم الحفاظ عليها ولن تزيد وتيرتها. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يذهب إلى واشنطن مثقلاً بفتح حرب مع لبنان، في حين أن هناك تعويلاً في صفوف المسؤولين الأميركيين المعارضين لنتنياهو على سقوط هذه الحكومة قبل هذا التاريخ. ومن شأن ذلك أن يسقط دعوة الأخير لإلقاء خطاب أمام الكونجرس. وعلى مسافة غير بعيدة، تحدث نتنياهو عن «موعد نهائي في الأول من سبتمبر المقبل لعودة السكان إلى منازلهم ومدارسهم إلى أعمالهم في شمال إسرائيل»، وبالتالي فإن مغامرة توسيع الحرب مع لبنان ستؤدي إلى مخاطر كبيرة في الشمال. والتي ستكون عرضة لكل الاحتمالات.
أبعد من ذلك، ترى المصادر أن نتنياهو لا يستطيع أن يضع الإدارة الأميركية في مأزق بفتح حرب إسرائيلية على لبنان على أبواب الانتخابات الأميركية، إذ لا يمكن الترحيب بالرئيس الأميركي الجديد بحرب مفتوحة في لبنان. وتذكر المصادر ما حدث أواخر مايو/أيار 1982، عندما طلبت واشنطن من إسرائيل عدم القيام بتدخل عسكري في لبنان، لكن تل أبيب رفضت الانصياع لهذا الطلب الأميركي. وبحسب ما يقول السفير الأميركي السابق في لبنان ونائب وزير الخارجية السابق ديفيد هيل في كتابه «الدبلوماسية الأميركية تجاه لبنان»، فإن وزير الخارجية الأميركي آنذاك ألكسندر هيغ رفض الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، لكن في النهاية توقف الرئيس رونالد ريغان. الحرب عندما اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي. مناحيم بيغن، وحذره من أن العلاقة الأميركية الإسرائيلية على المحك إذا لم يوقف وزير الدفاع شارون قصف بيروت.
وبناء على ما سبق، ترى مصادر مطلعة أن احتمال توسيع الحرب ضئيل للغاية بعد أن كان مرتفعا قبل نحو شهرين، إلا أن حرب الاستنزاف ستستمر حتى وقف إطلاق النار في غزة، وسط محاولات وجهود حثيثة لتحقيق ذلك. قبل 24 يوليو المقبل، خاصة وأن هناك قناعة غربية. وفي العالم العربي، انتهت الحرب في غزة التي كانت تشكل تهديداً أمنياً لإسرائيل. لقد تم تدميرها بالكامل، رغم أنه لن يتم القضاء على حركة حماس. وبالإشارة في هذا السياق إلى ما قاله المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هاجاري: إن الحديث عن تدمير حماس هو رماد غبار. إنها فكرة. لا يمكن القضاء عليه.
ولأنه لا يوجد قرار سياسي أميركي بشن إسرائيل حرباً على لبنان، يتوقف كثيرون عند الكيفية التي ستتعامل بها الولايات المتحدة مع لبنان في هذا الصدد، وتقول دوائر مطلعة جداً على السياسة الأميركية وقريبة من الدوائر الأميركية لـ”لبنان 24” إن ويشكل حزب الله، بالنسبة للأميركيين، القوة الوحيدة في البلاد. لبنان الذي يجب التفاوض عليه بشكل غير مباشر، وهذا واضح من مسار جولات الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين الذي يفاوض الحزب عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري لساعات في كل زيارة يقوم بها إلى لبنان. لكن المصادر نفسها ترى أن قوة حزب الله الأخلاقية والقانونية تأتي من الدولة اللبنانية، ومن لا يملك سلطة قانونية لا تحميه الصواريخ، وتقويض الدولة اللبنانية يعرض حزب الله للعار. لذلك، ليس لحزب الله مصلحة في أن تصبح الدولة اللبنانية مثل السلطة الفلسطينية، لأن ذلك سينعكس عليها سلباً.