وأشار المسؤولون للصحيفة الأميركية إلى أن غالانت “كان يعتقد، مثل بعض المسؤولين الآخرين في الحكومة الإسرائيلية، أننا يجب أن نرد بتدمير حزب الله وحماس بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وأوضح المسؤولون أن وزير الدفاع الإسرائيلي “غير موقفه في الوقت الحاضر”، ويرى أن “فتح جبهة جديدة لن يكون قرارا حكيما”.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل وحزب الله “يفضلان التوصل إلى حل دبلوماسي” للأزمة، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن جالانت “أبلغ واشنطن خلال زيارته الأخيرة أن بلاده لا تريد حربا واسعة النطاق” مع إسرائيل. لكنه أكد أنه “مستعد للضرب إذا تعرض لاستفزاز كبير”.
وقال جالانت خلال اجتماع حكومي الخميس، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، إنه أبلغ الأميركيين أن “إسرائيل غير معنية بحرب في الشمال، وأن التسوية التي ستخرج حزب الله من الحدود مقبولة”.
وردا على ذلك اعترض وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير قائلا: “كيف سيتم ذلك بدون حرب؟ كيف سننهي الحدث بالتسوية؟ ألم نتعلم درسا من 20 عاما من الاستيطان؟».
وبالتالي، فإن خطر توسع نطاق الحرب يظل مرتفعا، في وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية الضغط على الجانبين لحل الأزمة بالوسائل الدبلوماسية.
قرار الحرب
كما أشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أن واشنطن تعلم أن «استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها»، مضيفاً: «هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان وشعبه».
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون لدى وصول غالانت إلى واشنطن: “من غير المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حرب أوسع نطاقا يشنها حزب الله ضدها، تماما كما ساعدنا إسرائيل في مواجهة وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية في أبريل/نيسان الماضي”.
وتابع: “من الصعب صد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله بشكل روتيني عبر الحدود على إسرائيل”.
وأضاف المسؤول العسكري الأميركي الأعلى رتبة: “إن إيران ستدعم حزب الله إلى حد أكبر مما تفعله مع مقاتلي حماس في غزة، خاصة إذا شعرت طهران أن الحزب يتعرض لتهديد كبير”.
وحول إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله، قال النائب اللبناني السابق مصطفى علوش في تصريحات لبرنامج “عاصمة القرار” المذاع على قناة الحرة، إن “ما سيوقف التصعيد دون تسوية هو وقف حرب غزة”.
وأوضح أن “هذا ليس لأن حزب الله يريد الدفاع عن غزة، أو حماية الفلسطينيين، ولكن إذا لم يفعل هذا الحزب شيئا على حافة الحدود فإنه سيفقد سبب وجوده، كما ستخسر إيران الدعاية التي تمارسها منذ عقود بأنها المدافع الوحيد عن فلسطين”.
وتوقع أن “يستمر الوضع على ما هو عليه، لأن جميع أطراف التصعيد لا تريد حرباً واسعة النطاق”.
تحذير إيراني
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على منصة “إكس” إن طهران تعتبر “دعاية الكيان الصهيوني حول نيته مهاجمة لبنان بمثابة حرب نفسية”.
لكنها أضافت أنه “إذا تم شن هجوم عسكري واسع النطاق، فستتبعه حرب إبادة”، وشددت على أن “جميع الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة، بما في ذلك “المشاركة الكاملة” لما يسمى بـ”محور المقاومة”. “.
بدوره، رد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السبت، على التصريحات الإيرانية، وقال في تدوينة على منصة “إكس”: “النظام الذي يهدد بالتدمير يستحق التدمير”.
وتوعد كاتس أيضا بأن تستخدم إسرائيل كل قوتها ضد حزب الله إذا لم يتوقف الأخير عن إطلاق النار على إسرائيل من لبنان ويبتعد عن الحدود. (حر)