وجاء في بيان مشترك أن اللقاء الذي جمع نصرالله وطقوش “بحثا خلاله التطورات السياسية والأمنية في لبنان وفلسطين، وأكدا على أهمية التعاون بين قوى المقاومة في معركة دعم المقاومة الباسلة في غزة وشعبها الصامد والشرف”.
ومثل انضمام “الجماعة الإسلامية” إلى “جبهة المقاومة” تحولا في العلاقة بين المجموعتين، خاصة أن الجماعة كانت في قلب المعسكر السياسي المناهض للحزب منذ عام 2005، ووصل الخلاف إلى ذروته بينهما بسبب الدور الذي لعبه الحزب في الحرب في سوريا.
ووضع مصدر مسؤول في الجماعة اللقاء بين نصر الله وطقوش في إطار “التعاون والتنسيق المباشر لإدارة معركة جنوب لبنان”، ورأى أنه “من الطبيعي فتح قنوات تواصل بين كل حركات المقاومة حتى نحقق ذلك”. النصر في مواجهة العدو الإسرائيلي ووقف حرب الإبادة في غزة”.
وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «المرحلة الحالية هي مرحلة مواجهة من أجل بقاء لبنان وهزيمة المشروع الإسرائيلي، وبعد الحرب يصبح من الممكن الحديث عن تحالفات سياسية في المناطق التي تشهد حضوراً مشتركاً لجماهير الطرفين، من دون أن يعني ذلك إمكانية تحقيق هذا الهدف»، كاشفاً أن «اجتماعات قيادة الجماعة الإسلامية لا تقتصر على (حزب الله)، بل ستشمل كل القوى الوطنية والإسلامية المتواجدة على الجبهة الجنوبية، من أجل إنجاح العمل الميداني الجهادي».
وفي ظل إحجام الجماعة الإسلامية عن إعطاء تفسيرات سياسية للقاء قيادة الحزب، وصف مصدر مقرب جداً من حزب الله لقاء نصر الله – طقوش بـ”الاستراتيجي”، معتبراً أنه “يؤسس لعلاقة جديدة تتجاوز التنسيق الميداني والمقاومة”. العمل الذي يجمعهما في جنوب لبنان”، مؤكداً لـ”الشرق الأوسط” أن “أهم ما في العلاقة الجديدة أنها أزالت الخلافات التي كانت قائمة بين الطرفين خلال الحرب السورية”.
وعما إذا كانت “الجماعة الإسلامية” قد تغلبت على آثار تورط حزب الله في الحرب السورية والأدوار السابقة التي لعبها في لبنان والخارج، أوضح المصدر المسؤول في الجماعة أن “التحالف السياسي بين الطرفين في المستقبل قد لا يكون كذلك”. أن يكون مقبولاً لدى جمهور المجموعة.” لأن هذا الجمهور لم ينس بعد الغزو العسكري لبيروت في 7 أيار/مايو 2008، الذي أدى إلى مقتل العشرات من الأبرياء وترويع المدنيين الآمنين، كما لم ينس دور الحزب في الحرب السورية ضد أهل السنة على وجه الخصوص، ولا تخريب لبنان. وكشف عن علاقاتها مع أشقائها العرب، وخاصة دول الخليج. «بدأت قيادات في الجماعة تبرر للقاعدة الشعبية أسباب لقاء الشيخ محمد طقوش بالسيد حسن نصر الله».
كتبت «الأخبار»: «يجري لقاء مهم بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش. وخصص اللقاء لبحث التنسيق بين الطرفين على أساس انخراطهما في الجبهة الداعمة للمقاومة في غزة.
وقد تأخر الاجتماع لأكثر من عام ونصف. خلال هذه المرحلة، أصبحت عملية «توحيد الصف بين الضاحية وعائشة بكار أكثر صلابة». وبعد جهود كبيرة بذلتها حركة حماس التي سبق أن أعادت العلاقات بين الجانبين في عهد الأمين العام الأسبق عزام الأيوبي، تعزز خيار التعاون بعد انتخاب طقوش أمينا عاما للجماعة في سبتمبر 2022. وتعزز هذا التقارب بعد عملية “طوفان الأقصى”، حيث استأنفت “قوات الفجر”، الجناح العسكري للجماعة، عملياتها العسكرية ضد قوات الاحتلال، ونجحت مع فصائل المقاومة في إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها في قلب الوجدان الشعبي والوعي السياسي لدى قواعد واسعة في أوساط الطائفة السنية، والتي تعمدت أطراف داخلية وخارجية إبعادها عن مشروع المقاومة. وتطور موقف الجماعة حتى انخرطت كفصيل لبناني في جبهة الدعم، انطلاقاً من قناعتها بوحدة الساحات.
ورغم التنسيق بين الطرفين، ورغم تفاوت درجات التنسيق بين السياسة والميدان، إلا أن اللقاء بين نصرالله وطقوش كان ضرورياً شكلاً ومضموناً. ويدرك الطرفان رمزية «الصورة والخبر» التي انتشرت أمس، إضافة إلى مضمون النقاش الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات بين الرجلين، بحضور عضو المجلس السياسي للحزب الشيخ عبد المجيد. عمار.
وتطرق نصرالله وطقوش إلى كافة المواضيع، واستعرضا التحديات في لبنان والمنطقة والسيناريوهات في حال اندلاع حرب شاملة، وركزا على “استمرار المقاومة ودعمها نصرة للشعب الفلسطيني والدفاع عن لبنان، واستمرار التنسيق بين الطرفين وزيادة أطره كلما احتاج الميدان لذلك، والحفاظ على الجهوزية الدائمة في حال أي تطور في المعركة”.
وقال مصدر قريب من الطرفين إنهما قررا أن “المقاومة خيار وطريق طويل يجب دعمه حتى لو توقفت الحرب”، مؤكداً أنهما “سيمضيان في هذا الخيار بكل متطلباته الداخلية والخارجية”. ولم يغب الوضع الداخلي عن اللقاء، وتمت مناقشة بعض الملفات الداخلية، مؤكدين “ضرورة مقاربة الوضع المحلي بما يخدم موقف المقاومة، وضرورة تمتين الصف الإسلامي والحفاظ على الوحدة السنية الشيعية”.
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
لقد عملت “جبهة دعم غزة” على تقريب المسافة السياسية بين “حزب الله” و”الجماعة الإسلامية”، والتي ظهرت بشكل رئيسي من خلال انخراط الجناح العسكري للجماعة، المعروف باسم “قوات الفجر”، ضمن “جبهة دعم غزة”، التي افتتحها حزب الله في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتكرست بلقاء بين أمينها العام محمد طقوش والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
المقالات ذات الصلة
اترك تعليقاً