وتوضح مصادر متابعة أن ما يتسرب عن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة يوحي بأن الإسرائيليين يريدون السعي لفصل جبهات الدعم عن الحرب، من خلال الإيحاء بأن الحرب انتهت، أما بالنسبة لمحور المقاومة في جبهات الدعم، فهذا لن يخدع أحداً، والانتقال إلى المرحلة الثالثة لن يؤدي إلى وقف الدعم، بل قد يزيد من وتيرة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، وفقاً لمصالح كل جبهة، مشيرة إلى أن مصادر حماس تؤكد لـ«الديار» أن المرحلة الثالثة لن تجعل الحركة تتخلى عن مطلبها الأساسي بوقف العدوان من أجل الدخول في صفقة تبادل أسرى، وإنهاء العدوان يعني وقف الحرب بشكل كامل والانسحاب الكامل من غزة والبدء بإغاثة النازحين حتى يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم والبدء أيضاً في مسار إعادة الإعمار، أما بالنسبة للحركة فإن المرحلة الثالثة لن تثني المقاومين عن مواصلة مقاومتهم وإلى حد أكبر.
وفي إسرائيل، هناك تعويل على تغيير مسار حرب غزة لتخفيف التوتر على الجبهة الشمالية، وقد تجلى ذلك في تصريحات زعيم المعارضة الإسرائيلية لابيد. وفي إسرائيل أيضاً، يتحدثون عن أن المرحلة التي سبقت زيارة الوزير الإسرائيلي غالانت إلى أميركا ليست كما بعدها، حيث نجح الأميركيون في تغيير خطاب المسؤولين الإسرائيليين من التهديد اليومي بشن حرب على لبنان، وإعادته إلى العصر الحجري، إلى الحديث عن التسوية والحل الدبلوماسي. وفي إسرائيل أيضاً، يعتبرون أن زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى مدينة صور وحديثه عن عدم رغبة لبنان في خوض الحرب كانت أيضاً نتيجة لطلب وجهد أميركيين.
وبحسب مصادر قريبة من المقاومة فإن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة لا يعني تحقيق هدف جبهات الدعم، فالهدف كان ولا يزال وقف الحرب، وبالتالي فمن المبكر الحديث عن كيفية انعكاس هذه المرحلة على مسار الحرب، خاصة في الجنوب، كونها الجبهة الأكثر حساسية، إلا أن الأساس لدى محور المقاومة سيبقى أن جبهات الدعم ستواصل عملها.