Site icon عرب اورج

رسائل للمسيحيين بدون خريطة طريق | عرب اورج

كتب غسان سعود في «الأخبار»: زيارة وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين، التي بدأت أمس وتستمر ثلاثة أيام، تحمل، بحسب مطلعين، عدة رسائل:
إصرار الفاتيكان على القول بأنه حاضر في لبنان، إذ لم يكد رئيس دائرة كنائس الشرق الأوسط في الفاتيكان لوديو جودجيروتي يغادر لبنان حتى وصل أمين سر الفاتيكان. ولو أن مسئولي الفاتيكان وصلوا حتى لأمين الفاتيكان. ورغم أن مسؤولي الفاتيكان اعتادوا المرور عبر لبنان خلال زياراتهم للمنطقة، إلا أن بارولين اقتصر زيارته على لبنان، حيث تسربت مراجع الفاتيكان في روما، في الأيام الأخيرة، أن الكرسي الرسولي أبلغ الأميركيين بشكل حازم بضرورة منع إسرائيل من توسيع نطاقها. الحرب لأن المنطقة وشعوبها لا تتحمل المزيد من الحروب. فيما يواصل بارولين تكرار الحديث عن «استعداد البابا للعمل بجدية من أجل تسوية شرق أوسطية على أساس حل الدولتين».

إعلان










ورغم إصرار البعض على طلب مواعيد مع زائر الفاتيكان، حاولت السفارة الرسولية الاقتصار على الزيارات البروتوكولية اللازمة، وتخصيص يوم للقاء أكبر عدد ممكن من رجال الدين مسيحيين ومسلمين، مع رغبة السفارة في أن يكون هؤلاء وتتطور اللقاءات إلى ورش عمل بدلا من أن تنتهي بالتقاط الصور، فيما يخصص يوم الثلاثاء لزيارة المرافق الاجتماعية والصلاة مع المتطوعين.
الرسالة التي من المفترض أن يكررها بارولين في كلمته هي تجاوز عقبة تبديل المسؤوليات وتبرير الفشل والعناد تجاه الانخراط على المستويين الكنسي والسياسي في «التغيير والتجديد» الذي لم يمل بارولين من الحديث عنه منذ تعيينه. إلى منصبه منذ أكثر من عشر سنوات. وإذا كان بارولين التقى، بعيداً عن الإعلام، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خلال زيارته الأخيرة إلى روما قبل بضعة أسابيع، وخرج من اللقاء بتصور إيجابي، فإن المقربين من أمين سر الفاتيكان يقولون أن المطلوب من جميع القادة هو البراغماتية التي تعترف بالواقع وتأخذ المتغيرات بعين الاعتبار، لتبني مواقفها. بكل الشجاعة التي تتطلب التغيير والتجديد. وخلافاً لما أشيع عن سعي الزائر البابوي إلى جمع الزعماء المسيحيين عموماً ورؤساء التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية خصوصاً، أكد مصدر لبناني مطلع في الفاتيكان أن مواقف باسيل ورئيس الجمهورية حزب الكتائب سامي الجميل معروف من ناحية الترحيب، كما أن المنصب القديم الجديد لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع معروف أيضاً. ومن ناحية الإصرار على الانفراد المسيحي، فهو لن يعطي – في معظم الأحيان – البارولين إلا إذا أعطاه للبطريرك بشارة الراعي. لكن احتمال إقامة «خلوة روحية» الأربعاء بحضور الحاضرين في السفارة البابوية وبمشاركة الراعي، وارد جداً، في ظل حرص الفاتيكان أيضاً على عدم إظهار بارولين وكأنه نجح حيث فشل الراعي. مع تأكيد المقربين من بكركي أن هدف البطريرك هو النتيجة وليس الوسيلة. وهو الذي اقترح عقد الاجتماع، ولم يكن لديه أي تحفظات أو اعتراضات. مصدر في الفاتيكان يؤكد أن ممارسة روحية مشتركة مع بارولين للسياسيين المسيحيين قد تكون اقتراحاً مناسباً، لكن المؤكد هو أن الكرسي الرسولي يريد من زيارة وزير خارجية الفاتيكان أن يقول إنه يهتم بمن يعملون مع الفاتيكان. الفقراء والمنسيين ويسعى إلى تثبيت المسيحيين في أرضهم في المشرق، ولا يهم بالتالي القول بأنه جاء ليجمع القادة الموارنة من أجل الصورة، من دون مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي مشترك. هدفها تثبيت المسيحيين في المشرق، وليس القتال معهم وعليهم ودفع فواتير باهظة لهم.
وأخيراً، هناك الكثير من عمل الفاتيكان فيما يتعلق بلبنان: اتصالات بعيدة عن الأنظار مع القوى السياسية، وإعادة ترتيب العلاقات مع الكنائس، وورش عمل داخل الكنائس والرهبانيات، وعملية التطويب التي تمثل دفعة معنوية كبيرة للمؤمنين للبقاء في وطنهم. الأرض، العلاقة مع المنظمات الإنسانية والاجتماعية والتعليمية والاستشفائية، العلاقة مع أفراد محددين وما نتج عنها من تعيينات لبنانية في مناصب دبلوماسية وإدارية مهمة، الحركة المسؤولة للسفارة البابوية في لبنان.
لكن كل ذلك، رغم إيجابيته، يحصل في المفرق من دون خارطة طريق أو رؤية جادة بمراحل وتوقيت.

Exit mobile version