والرصيف الأمريكي العائم، الذي كثيرا ما يتعطل ويتأثر بالأحوال الجوية، لم يقدم بعد التسهيل الذي وعد به الرئيس الأمريكي جو بايدن في مارس الماضي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وحتى الآن، تم نقل 4500 طن فقط من المساعدات عبر الرصيف الأمريكي – الذي كلف بناؤه 230 مليون دولار – إلى غزة، وهذا أقل بكثير من “الزيادة الكبيرة” التي وعد بها بايدن في القطاع الذي تغلق إسرائيل معابره وتسيطر عليها. دخول المساعدات.
وفي ظل القيود الإسرائيلية، أنشأت واشنطن رصيفها العائم الذي بدأ العمل مطلع شهر مايو/أيار الماضي، إلا أنه تعطل بعد أيام قليلة بسبب الظروف الجوية.
أُعيد الرصيف العائم إلى الخدمة في 7 يونيو/حزيران، لكنه سرعان ما تعطل أيضًا بسبب الظروف الجوية، مما كلف وزارة الدفاع الأمريكية ملايين الدولارات لإصلاحه من أجل توصيل بضعة أطنان من المساعدات.
“إلهاء باهظ الثمن”
وفي هذا الصدد، قالت مديرة الشؤون الإنسانية في المركز الأميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية ميشيل شتروك لوكالة فرانس برس إنه أصبح من الواضح أن الرصيف العائم في غزة ليس أكثر من مجرد إلهاء مكلف للغاية يصرف الانتباه عما هو عليه. ضروري ومطلوب قانونا.
وأوضح شتروك أن التركيز الأمريكي على الرصيف العائم يصرف الانتباه عن الوصول الآمن ودون عوائق للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات لشعب غزة الذي يعاني من مستويات غير مسبوقة من الحرمان.
وأكدت أن الولايات المتحدة من خلال تركيزها على الرصيف العائم وعمليات إسقاط المساعدات من الجو، أهدرت وقت وطاقة صناع القرار، فضلا عن 200 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
وقالت إن “أهل غزة لا يحتاجون إلى أي شيء مماثل للمساعدات، بل وصول المساعدات الفعلية”، مضيفة أن واشنطن دعمت مشروعا بدا جميلا على الورق، لكنه لم يؤد إلى وصول المساعدات للفلسطينيين.
وأشارت إلى أن المعابر البرية هي الحل الأفضل والأسرع لإتاحة وصول المساعدات إلى سكان قطاع غزة، الذين يعيش بعضهم ظروفا أشبه بالمجاعة.
إغلاق المعابر
ورغم أن واشنطن، الداعم الأكبر لإسرائيل، تدعو إلى تسهيل دخول المساعدات إلى غزة، إلا أنها لم تضغط على تل أبيب لفتح المعابر البرية وإلغاء القيود على دخول المساعدات. ومنذ 7 مايو الجاري، سيطر جيش الاحتلال على معبر رفح مع بدء عمليته في المدينة، رغم التحذيرات الدولية. منع دخول المساعدات الغذائية والطبية وخروج المصابين.
أما معبر كرم أبو سالم، فتسيطر إسرائيل على كميات المساعدات القليلة التي تدخل عبره، فيما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تمنع دخول مساعدات أساسية إلى القطاع، مثل أقلام الأنسولين والمستلزمات الجراحية، فيما تتكدس شاحنات المساعدات. بالقرب من معبري رفح وكيرم شالوم.