وبينما يخفي الجيش الإسرائيلي حقيقة عدم قدرته على شن مواجهة واسعة النطاق مع حزب الله اللبناني، فإن الغالبية الساحقة من المستوطنين الذين يعيشون في شمال إسرائيل يرفضون التوصل إلى تسوية مع حزب الله تؤدي إلى وقف التصعيد المستمر منذ العام الماضي. 8 أكتوبر.
وأشارت القناة في تقريرها إلى أن المستوطنين وأغلب قادة المستوطنات في الشمال يعتقدون أن الطريق الذي يضمن الهدوء على الجبهة الشمالية لفترة طويلة هو إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد حزب الله تؤدي إلى تغيير الواقع الأمني على جانبي الحدود.
وفي مقابلة نشرت على موقع معاريف، هاجم أوزلاي بشدة القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب لحرصها على توجيه تهديدات لحزب الله دون أن ترافقها أفعال، قائلا: “لقد وصلنا إلى المركز الأول في الشرق الأوسط في من ناحية التهديدات.. وتحديداً التهديد بإعادة لبنان إلى العصر الحجري.. لكن عندما يتعلق الأمر بالأفعال، لم تتردد القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل في إقامة حزام أمني داخل إسرائيل والتضحية بـ80 ألف مستوطن اقتلعوا من مستوطناتهم وتوزيعها في كافة أنحاء البلاد.” وانتقد أوزلاي “استبعاد” إسرائيل للاستراتيجية الدفاعية في الشمال من خلال جلب عشرات الآلاف من الجنود إلى المستوطنات هناك وفي الوقت نفسه إجلاء المستوطنين.
لكن الرغبة في مواجهة شاملة مع حزب الله لا تتوقف عند المستوطنين في شمال إسرائيل. بل إن قطاعاً عريضاً من الإسرائيليين يؤيد شن حرب على حزب الله.
لكن ألون بن دافيد، المعلق العسكري في القناة 13، يرى أن التأييد الواسع من قبل الجمهور الإسرائيلي لشن حرب واسعة النطاق ضد حزب الله يتناقض مع حقيقة أن جيش الاحتلال غير جاهز لشن مثل هذه الحرب. وفي تحليل نشره موقع صحيفة معاريف، أشار بن دافيد إلى وجود فجوة هائلة بين سقف توقعات الجمهور وقدرات جيش الاحتلال، مضيفا: “يجب أن نقول ما لا تجرؤ قيادة الجيش على قوله: الجيش غير جاهز حاليا لمواجهة واسعة النطاق ضد لبنان… الجيش غير قادر على تحقيق إنجازات جوهرية في مواجهة حزب الله وتغيير الواقع في الشمال بشكل جذري”.
وتابع بن دافيد: “في أحسن الأحوال يمكن أن تنتهي المواجهة في الشمال بتسوية سيئة مع حزب الله يمكن التوصل إليها بعد دفع ثمن باهظ. وفي السيناريو الأسوأ، لا يمكن لهذه الحرب أن تنتهي أبدًا، حيث تجد إسرائيل نفسها في حرب استنزاف طويلة الأمد تشل الحياة في معظم أنحاء إسرائيل دون أن تتمكن من تحقيق نصر حاسم.
وفي حين أكد بن دافيد أن تزايد المجهود الحربي على كاهل الجنود يأتي في ظل العدد الكبير من الجنود الذين قتلوا أو أصيبوا أو عولجوا من أمراض نفسية نتيجة الحرب الدائرة في قطاع غزة، أشار إلى أن جيش الاحتلال يجد صعوبة في إصلاح الدبابات ومركبات النقل العسكرية التي تضررت جراء عمليات المقاومة في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه من بين 5 آلاف دبابة وآلية عسكرية تضررت بنيران المقاومة، تم إصلاح العشرات منها فقط.
وفي هذا السياق، خلص موقع “إسرائيل ديفنس” المتخصص في الشؤون العسكرية إلى أن نجاح حزب الله في استنزاف إسرائيل لنحو تسعة أشهر يشير إلى فشل استراتيجية “المواجهة بين الحروب” التي أطلقها الجيش الإسرائيلي ضد الحزب في السنوات الأخيرة بهدف الإضرار بقدراته العسكرية والتأثير سلباً على دوافعه للقتال ضده.
وفي تحليل أعده المعلق أمي دومبا، أشار الموقع إلى أن الواقع يشير إلى أن حزب الله نجح في بناء قوته العسكرية “ويخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل رغم استراتيجية المواجهة بين الحروب”.
وأبرز الموقع أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني غانتس (زعيم المعسكر الرسمي حاليا)، وخليفته في المنصب غادي آيزنكوت، وقائد سلاح الجو السابق أمير إيشيل، هم الذين وطوّرت وكرّسّت استراتيجية “المواجهة بين الحروب”، التي استهدفت ضرب الوجود الإيراني في المنطقة، وتحديداً في سوريا، وقطع الإمدادات العسكرية عن حزب الله.