كتبت سابين عويس في النهار: لم تزعج حالة التكيف الحزب فحسب، بل تل أبيب أيضاً، التي أدركت أن نبرة التهديدات المرتفعة، بما في ذلك تهديد مطار رفيق الحريري الدولي، أو توزيع صور انفجار مرفأ بيروت، لم يكن لها تأثير في الإضرار بالموسم السياحي، في وقت يعاني فيه الإسرائيليون من تراجع الحركة. وهذا ما يدفع الأوساط الاقتصادية اللبنانية إلى الخوف من أن تتعمد إسرائيل توجيه ضربة عشوائية، خاصة وأن الجهود الدبلوماسية المبذولة لخفض التوتر تتزايد.
في المقابل، لا تخفي مصادر سياسية تخوفها من إهدار الوقت في انتظار بلورة أي تسوية متوقعة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة ومن ثم في لبنان، انطلاقا من المخاوف التي عبر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أيام. قبل ذلك، عندما تحدث عن وضع دقيق وحساس، كاشفاً أن لبنان أمامه شهر حاسم. ذلك أن الأسابيع المقبلة سترسم معالم الوضع في رفح، ومن هناك سيتحدد مصير الجبهة مع لبنان.
وبينما يحتدم السباق بين الجهود الدبلوماسية والحل العسكري، إلا أن المصادر الاقتصادية لا تقلل من تكلفة المناخ المتوتر الذي يسود البلاد على مختلف القطاعات رغم المظاهر المتناقضة مع هذا المناخ، مشيرة إلى أن فصل الصيف لا يزال في بداياته. وأن المخاطر حقيقية ولا تقتصر على الحرب النفسية. ويتم تسويقه لتخفيف حدة القلق، معتمدين على نجاح الجهود المستمرة لتهدئة الأوضاع قبل أن تدخل البلاد في الحظر، ويختفي من دائرة الاهتمام الدولي مع بدء انشغال العالم باستحقاقاته الانتخابية، وأبرزها الولايات المتحدة. الولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى أن أول علامة على هذا الغياب هو نقل الملف الرئاسي إلى ما بعد غزة، فجمدت الخماسية نشاطها بعد أن اتضح لأعضائها عدم وجود رئيس ضمن المواصفات التي حددتها. بل الرئاسة ستكون بنداً ضمن رزمة أو صفقة التسوية التي ستشمل بدورها الحكومة ورئيسها وبرنامج عملها.
وفي أثناء الانتظار يسعى القطاع الخاص إلى الصمود ومواجهة تكاليف الانتظار!