Site icon عرب اورج

مقاربة جديدة للتهجير السوري.. وترحيل النساء والأطفال | عرب اورج

كتب ميشال نصر في الديار: عادت المفاوضات والنقاشات حول ملف النازحين السوريين إلى مسارها في ظل مجموعة من التطورات الداخلية والخارجية، أبرزها:
– عادت الحرارة إلى الاتفاق السعودي السوري، حيث ارتفعت وتيرة التنسيق إلى أعلى المستويات، في ظل تنسيق يومي بين القيادتين، يلعب فيه السفيران فوق العادة علي عبد الكريم علي ووليد البخاري دوراً كبيراً في الملف اللبناني، إضافة إلى التواصل الأمني، وبيروت ليست بعيدة عنه، وهو ما أسفر عن حملات ناجحة ضد تجار المخدرات، وخاصة الكبتاغون.

إعلان










وفي هذا الصدد يدور الحديث عن دور روسي أساسي، أدى إلى عودة الرياض إلى دمشق، و”تقريبها” من حديقتها الخلفية العربية، وترجمتها إلى اتفاقيات تسمح بضخ كميات من الأموال على دفعات في السوق السورية، ما يسمح بتخفيف الوضع الاقتصادي، وبالتالي تسهيل عودة أعداد من النازحين إلى مناطق معينة، لأن المشكلة الأساسية كانت الحاجة إلى المال لإعادة الإعمار.
إن الوضع الأوروبي الجديد، مع الصعود المفاجئ والكبير لليمين المعروف باتجاهاته وسياساته فيما يتعلق بقضايا النزوح واللجوء، والذي سيترجم إلى تغيير في فرنسا، يمنح لبنان أملاً كبيراً في تغيير اتجاه السياسة الأوروبية التي عبر عنها القيادة في الفترة الأخيرة، والتي رأى البعض أنها تضر بمصالح لبنان. وتقويض أمنها الوطني واستقرارها، وهو ما سيسهم بالتأكيد في زيادة الضغط على واشنطن لتخفيف قيود قانون قيصر، لأنه بدون ذلك «سيعود السوريون الذين يغادرون».
– غض النظر، على ما يبدو دولياً، عن إجراءات الترحيل التي بدأتها الدولة اللبنانية، في ظل تعهدها غير الرسمي بوقف قوارب الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وهو ما نشاهده فعلياً هذه الأيام.
– موافقة دولية على إجراءات السلطات السورية بشأن العائدين الذين يتم التحقيق معهم من قبل السلطات السورية، دون «الضجة» التي أثيرت على المستوى الدولي في مرات سابقة.
أبدت الحكومة السورية مرونة في التعامل مع الجانب اللبناني، بعد أن وافقت حكومة تصريف الأعمال، بمباركة خارجية، على إعادة التواصل السياسي مع بيروت، والتي نقل وزير الطاقة جزءاً من رسالتها يوم زيارته دمشق للبحث في ملف الكهرباء.
على أية حال، يؤكد أحد الوزراء الناشطين في هذا الملف أن الدولة اللبنانية تسعى حالياً على الأقل، وفقاً لخطتها، إلى ترحيل النساء والأطفال والعائلات لتخفيف الأعباء الاقتصادية، إلى حين إيجاد حل لقضية الرجال واتخاذ إجراءات التحقيق من قبل السلطات السورية، كاشفاً أن الإحصائيات التي أجرتها الأجهزة المعنية، أظهرت أن الذين يدخلون خلسة عبر المعابر غير الشرعية هم في الغالب ضحايا شبكات تهريب البشر العاملة بين لبنان وسوريا وتركيا على وجه الخصوص، والتي تستخدم الأراضي اللبنانية كـ«أرض ترانزيت»، مشيراً إلى أن غالبية الشباب هم ممن أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية، ويطمحون إلى الهجرة إلى الخارج.

Exit mobile version