Site icon عرب اورج

هذه رسالة ميقاتي الحازمة ضد إسرائيل | عرب اورج

أن يذهب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جنوب لبنان في ذروة التصعيد العسكري مع إسرائيل الذي يهدد باندلاع الحرب، هو خطوة جريئة تحمل رسائل عظيمة.

لم يكن ميقاتي يخاف من الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تحلق في سماء جنوب لبنان، وتحديداً في صور. إسرائيل “العدو” غادرة بطبيعتها، لكن التمسك بالجنوب وأرضه والدفاع عنه أهم من أي شيء آخر. وهو أيضاً من أساسيات رئيس الوزراء الذي أثبت أنه رجل العصر بالحكمة والقوة.

لا قبة حديدية تحمي موكب ميقاتي كالتي يستخدمها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يختبئ خوفاً عندما يزور الحدود مع لبنان. بين “أهله وشعبه” حضر رئيس وزراء لبنان في الجنوب، وقام بجولة عامة، مسلحاً بإرادة الجنوبيين الذين استقبلوه بحفاوة بالغة، وتحدث إلى الطلاب في مراكز الامتحانات الرسمية في عز المعارك، مؤكداً أن “علم” لبنان سينتصر على البارود الإسرائيلي. والرسالة الأقوى أن الطلاب اللبنانيين تحدوا السيف الإسرائيلي، وجاءوا إلى الامتحانات منتصرين، بينما فر الطلاب الإسرائيليون من مدارسهم، وتركوها فارغة. أما نتنياهو الجبان، فهو يتلقى الصفعات في الداخل الإسرائيلي، وترى التشرذم يضرب حكومته، بينما ميقاتي متماسك بفريقه، قوي في إدارة المهام، صلب في الحفاظ على تقدم الدولة، وبالتالي فهو منتصر على العدو من خلال الوحدة الوطنية التي يتمسك بها دائماً وأبداً.

ميقاتي أرسى معادلة النصر لأجيال لبنان الصاعدة، مؤكدا أن اللبنانيين لن ينكسروا ولن يسقطوا. ولا مجال للتمجيد هنا، ولكن هذه هي الحقيقة. وإذا نظرنا إليها بعين اليمين، نجد أن ميقاتي أتقن إدارة المسرح دبلوماسياً وعربياً ودولياً. فهو لم يتنازل عن حقوق لبنان قيد أنملة، وهو يعمل جاهداً لمنع الحرب، والأهم من ذلك أنه يتذكر طيبات الشهداء الذين دافعوا عن لبنان. وفي السياسة لا يساوم على حساب الوطن، فأكد أن «المقاومة تقوم بواجبها». كلامه وطني بامتياز، قاله من الجنوب، ومن يريد أن يسجله ضده يمكنه أن يسجله، لأنه إذا كانت الوطنية تهمة فإن ميقاتي سيقبلها ويتحملها ويدافع عنها وهو مستعد لها. .

حقاً عندما نرى رئيس حكومة لبنان في أرض المواجهة، ستتأكدون أنه لن يكون هناك تنازل عن الجنوب مهما كان، الجيش هو الدرع والسياج الذي يحمي الوطن.. هذا ما قاله ميقاتي بالصور.. والحقيقة أن الرسالة هنا للعالم أجمع أن الجيش هو الشرعية، وأن كلمته أساسية.. حقاً دور الجيش كبير، وميقاتي أكده أكثر، فهو المفتاح الأول والأساس لتطبيق القرار 1701، الذي من دونه لن تمر أي تسوية.

ما فعله ميقاتي في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان لا يمكن نسيانه. كل خطوة ستكون محفورة في تاريخ هذا البلد. نادراً ما نجد رجل دولة يجمع الأضداد والمنافسات من خلال تواصله مع الجميع، وميقاتي يفعل ذلك، والسبب الرئيسي هو «اعتداله» واستقلاله.. هذا ما يريده لبنان: رجل دولة على مستوى الوطن.

Exit mobile version