وفي هذا السياق، يمكننا فهم أهمية الزيارة التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين إلى باريس، للقاء المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان الوزير السابق جان إيف لودريان، ومستشارة ماكرون لشؤون الشرق الأوسط السفيرة آن كلير لو غاندر، التي حلت مكان باتريك دوريل قبل أشهر عدة.
يقول مصدر أوروبي مطلع في باريس إن زيارة هوكشتاين لها “أبعاد عدة”، أولها “العمل على ترجمة الاتفاق بين الرئيسين بايدن وماكرون على إنشاء آلية تنسيق للمناقشات مع إسرائيل ولبنان إلى واقع”، خاصة أنه لم يظهر أي أثر له منذ الإعلان عنه. والمهم في هذا، بحسب المصدر المذكور، هو الجمع بين الخطط الفرنسية والأميركية، والتحرك وفق خارطة طريق موحدة، خاصة أنه “لا خلاف حقيقي” بينهما حول الهدف، ولكن فقط حول الإطار الزمني “التدريجي”.
وترى باريس أن انتظار انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة للبدء في معالجة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله “خطير للغاية”، وذلك بسبب التدهور الخطير للوضع على الأرض، والخوف من أن يخرج عن السيطرة، بحيث لا يبقى “محلياً”، وقد يفتح الباب أمام حرب “مفتوحة” قد تتحول إلى إقليمية.
ويرى الطرفان أن محددات الحل “معروفة”، وأن أساسه التوصل إلى آليات تنفيذية لفقراته، وحصر الانتشار المسلح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوات اليونيفيل. وترى باريس وواشنطن أن القوة الدولية “عنصر أساسي في الحل (المطلوب)، ويجب الحفاظ على أمنها وحرية عملها”.
ويشير المصدر المذكور في تفسيره لمسارعة باريس وواشنطن إلى تنسيق المواقف اليوم، إلى التهديدات المتوالية التي تطلقها إيران بشأن استعدادها للتدخل المباشر في حال اعتدت إسرائيل على حزب الله، إضافة إلى مشاركة التنظيمات الخاضعة لأوامرها سواء في العراق أو اليمن أو حتى سوريا.
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
وفي البيان المشترك الذي صدر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى فرنسا الشهر الماضي، جاء أن البلدين “يؤكدان بشكل خاص على الأهمية القصوى للحفاظ على الاستقرار في لبنان وتخفيف التوترات على طول الخط الأزرق، وسيعملان معا لتحقيق هذا الهدف، ويدعون جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والمسؤولية، امتثالا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701”.
المقالات ذات الصلة
اترك تعليقاً